دمار يا مصر!

{[['']]}
share
مصر التي أعرفها أحبها في السر وأنقدها في العلن.. أخاف أن تعرف أنني أحبها لهذه الدرجة من العشق فأخسرها.. فربما تكون غير مستعدة لعلاقة حب جديدة بينها وبين واحد من أهلها، لا سيما وأن كل علاقات الحب التي دخلت فيها تركت في جسدها وتاريخها آثاراً وندوباً وجروحاً لا يبدو أنها ستندمل يوماً، ومع ذلك تبتسم مصر ولا تظهر ألمها مهما حدث, تبدو مرفوعة الرأس، مصلوبة الظهر أمام الجميع رغم أنها تعاني من (الأتب).


تقف شامخة وهي تخبئ عكازها بحيث لا يراه أحد مهما شعروا بوجوده.
مصر القايمة والعفش والأتفاق، و"هاخدها بشنطة هدومها"، و"إحنا بنشتري راجل"، و"إحنا نجهزهالك ونوديها لغاية عندك.. هتكتب المؤخر كام بأه"؟!
مصر المواصلات التي نجري وراءها حتى نفاجأ أننا وصلنا دون أن نركب.
مصر إشارة المرور المتعطلة, والموكب اللي بندعي عليه, وشنطة المدارس اللي بتقطم ضهر عيالنا وسموها التربية قبل التعليم مع إن دلوقتي لا فيه تربية ولا فيه تعليم..
مصر الوصفة الغلط و"التوهة في كل السكك" .. مصر .. خناقة كل يوم مع التباع في الميكروباص والذي يقسم بأغلظ الإيمان أن "مش معاه فكَّة" مع إن صوتها (بيشخلل) في جيبه مع كل مطب..


مصر كدة على بعضها ومفيش تنقية, مصر باكيدج، وبسعر الجملة، وما ينفعش تحبها بالقطعة.. يا تاخدها على بعضها.. يا تسيبها كلها.


بهذه المقدمة بدأ الكاتب محمد فتحي أحدث إصدارته كتاب (دمار يا مصر) الذي يضم مجموعة من المقالات المغلفة بالكثير من الكوميديا السوداء لتضحك بشدة لكنه ضحك أقرب للبكاء.


* معلومات تهمك :
الكاتب: محمد فتحي
تصنيف الكتاب: مقالات
عدد الصفحات: 249 صفحة
دار النشر:دار ليلى للنشر
سنة النشر:2010
الطبعة: الأولى


* عن الكتاب :
- يضم مجموعة من المقالات "الساخرة" التي نشرت في بعض الجرائد من قبل وتناول فيها الكاتب الكثير من الأحداث السياسية والاجتماعية في المجتمع المصري.


- الكتاب مقسم إلي 5 أجزاء، يحتوي القسم الأول الذي جاء بعنوان "مصر هبة الجيل" على مقالات متنوعة مثل "هي دي مصر يا عبلة"، "إنتي جاية تشتغلي إيه؟"، "عن أشهر 10 مهن في مصر"، "أشهر 10 كل سنة وأنت طيب في مصر"، "أكثر 10 أشياء مستفزة على الفيس بوك في مصر", "مصر في 70 منظر".


- يتضمن القسم الثاني الذي جاء بعنوان "حبة في العضل" مجموعة مقالات متنوعة منها "مصر بالبوكسر", "لا لا لأ .. في الحلال يا مستر", "أنت تكتب .. إذن أنت متهم".


- بينما يحتوي القسم الثالث على مقالات أخرى منها "كيف يصبح جمال مبارك ابن مصر في 24 ساعة بدون معلم؟"


- وفي الجزء الرابع مجموعة من المقالات الأخرى التي تتحدث عن حالة التدين الظاهري الذي يعاني منها المجتمع المصري، من هذه المقالات: "يا سيدي ع الورع","هل المصريون متدينون فعلاً", "يا واجعهم بالأوي يا حجاب".


- ينتهي الكتاب بالجزء الخامس والذي جاء بعنوان "جوانيات (سيرة شبه ذاتية )" والذي جاء من ضمن مقالاته "ذكريات عيد الأم", "كي جي وان.. سطور من يوميات أب", "سمير التي في خاطري".
- يحسب للكتاب أسلوبه الجاد والغير مبتذل برغم الكوميديا السوداء التي تغلفه، فلم يحاول الاستخفاف بعقلية القراء, ليرقى عن مستويات الكتابات الساخرة الأخرى التي تتعامل مع الكتابة الساخرة بمنطق "الأفيه"، ليحفر له مكاناً بارزاً وسط موجة هذه الكتابات التي ملأت السوق بسطحية وبلا عمق.


- استطاع فتحي أن يرسم صورة واقعية لحياة المصرين الآن وخصوصا جيل الثمانينات والذي يعتبره -فتحي- أنه عجز عن التعبير عن نفسه وأنه جيل الأزمات.


* ننصحك بقراءة الكتاب إذا كنت:
-  من محبي المقالات الساخرة.
-  ناقما على وضع ما وتريد من يعبر عنك وعنه.
-  إذا كنت من محبي الكوميديا السوداء.
- إذا كنت من محبي كتابات "بلال فضل" و"عمر طاهر".
مشاركة
شارك الموضوع ليراه أصدقائك :