أمريكا تضغط لمنع الإسلاميين من الوصول للسلطة وصورة العرب تتحسن في عيون الأمريكيين

{[['']]}
share


أمريكا تضغط لمنع الإسلاميين من الوصول للسلطة
وصورة العرب تتحسن في عيون الأمريكيين


محيط ـ شيماء عبدالمنعم






في ربيع الثورات العربية حيث تكتب الشعوب فصولا جديدة من تاريخها المعاصر، تعلي فيها قيم الحرية والمساواة والعدالة وحقوق الإنسان، وتطيح بالأنظمة الديكتاتورية المترهلة التي حكمت المنطقة العربية لعشرات السنين مسجلا بعضها أرقاما قياسية في عدد سنوات الحكم الذي باتت سنواته رموزا للقهر والظلم والنهب الذي عاشته تلك الشعوب، التي لم تلبث التخلص من الاستعمار الأجنبي في منتصف القرن الماضي حتى جثم على صدورهم احتلالا داخليا اشد وطأة، إلا أن الشباب العربي قد أبى الاستسلام لفساد وقهر أنظمته الحاكمة وبات حاضرا بقوة على خط التغيير الذي أطاح ببن علي ومبارك ومازالت بعض في طريقها نحو السقوط .

نظرة إيجابية

تغيرت نظرة الشعوب العربية إلى ذاتها وقدرتها على التغيير، تغيرت أيضا نظرة الشعوب الغربية إلى الشخصية العربية، التي لم تعد تنظر إليها على أنها شعوبا متخلفة يسودها الجهل والفقر والتطرف.

فقد اظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة ماريلاند الأمريكية، أن الثورات الشعبية في العالم العربي قد حسنت صورة العرب لدى الرأي العام الأمريكي وعلى الأخص صورة المصريين بعد سقوط رئيسهم حسني مبارك. وأشار الاستطلاع إلى أن غالبية الأمريكيين 56% أصبحوا ينظرون بايجابية إلى الشعوب العربية عموما والى المصريين خصوصاً 70% ، ويحل المصريون بذلك بعد الإسرائيليين 73% من الآراء الايجابية من حيث نسبة تأييد الأمريكيين.

ورداً على سؤال عما إذا كانت الثورات والاحتجاجات الشعبية التي يشهدها العالم العربي أثرت على رأيهم، قال 39% من المستطلعين أنهم باتوا أكثر تعاطفاً مع الشعوب العربية منذ اندلاع الثورات، فيما قال 6% فقط أنهم اقل تعاطفاً،ويدعم حوالي 60% من الأمريكيين هذه الحركات المطالبة بالديموقراطية ولو أن هذه الدول قد تكون في المستقبل معارضة للمصالح الأميركية.

وقال ستيفن كال مدير (البرنامج حول المواقف السياسية الدولية) التي شاركت في الاستطلاع أن "معظم الأمريكيين يؤيدون التيار العربي المطالب بالمزيد من الديموقراطية حتى لو انه قد يطرح تحديات على الولايات المتحدة".
جاءت نتائج الاستطلاع عشية انعقاد "المنتدى العالمي الإسلامي الأمريكي"، وهو مؤتمر سنوي يعقد للمرة الأولى هذه السنة في الولايات المتحدة، ترعاه قطر ومعهد بروكينغز الأمريكي للدراسات الإستراتيجية، حيث حرص المشاركون في المؤتمر من ساسة وأصحاب فكر وإعلام وأكاديميين، على تقديم رؤيتهم الخاصة لما يجري في البلدان العربية .

وظهر اهتمام واشنطن بما يدور في الندوات التي عُقدت واضحًا، فتحدثت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بإسهاب عن الربيع العربي، فقالت أن " الشتاء العربي بدأ يعرف الدفء، وللمرة الأولى منذ عقود توجد فرصة حقيقية لتغيير دائم في منطقة الشرق الأوسط ومن دون الشروع بإصلاحات حقيقية، فإن الربيع سيتحول في نهاية المطاف إلى سراب ".

تراجع موضوع الإرهاب

تراجع بشكل كبير موضوع الإرهاب، الذي كان محل إهتمام داخل أروقة واشنطن منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 ، حيث شهدت العلاقة الأميركية بالعالم الإسلامي صدامًا كبيرًا احتلت الولايات المتحدة بعده كلٍ من أفغانستان والعراق.
واتفق عدد من المشاركين في منتدى أميركا والعالم الإسلامي على أن الديمقراطية وبدء عملية الإصلاح سوف تجفف مستنقع الإرهاب الذي غرقت أكثر من دول عربية وإسلامية فيه، وتقلل من التأييد للمنظمات الإرهابية لدى شعوب المنطقة.

وقال مارتن أنديك ، مدير مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط في مؤسسة بروكنجز إن الدورات السابقة لهذا المنتدى كانت تعقد في وقت كانت الهوة كبيرة بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأميركية مثل القاعدة والحركات الإسلامية المتطرفة والإرهاب وغيرها من المشاكل. ولفت أنديك إلى أن المنتدى يعقد والظروف قد تحسنت كثيرًا، حيث أسهمت الثورات العربية في خلق أرضية مشتركة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، وأصبحنا نتشارك اليوم في قضايا مثل حقوق الإنسان وخلق فرص عمل أفضل وغيرها من القضايا التي جلبتها الثورات.

وعلى الرغم من التحول الذي طرأ على الصورة الذهنية للعالم العربي، على المستوى الشعبي في الولايات المتحدة والغرب عموما، فان هناك ترقبا مشوبا بالحذر، لم تخفه الأوساط الرسمية داخل الولايات المتحدة لخشيتها من تراجع نفوذها ومصالحها الإستراتيجية في المنطقة العربية بعد الثورات التي نجحت حتى الآن في الإطاحة بزين العابدين بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر لمصلحة عدوتها إيران والتيارات الإسلامية .

الأخوان وأمريكا






في أول جلسة استماع حول الجماعات الدينية في مصر والشرق الأوسط بعد ثورة يناير‏,‏ عقدت لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي جلسة للخبراء في الشئون المصرية، حول التأثير المتوقع لظهور جماعة الإخوان المسلمين بشكل شرعي علي الأوضاع الداخلية والسياسة الخارجية لمصر في المرحلة المقبلة. وشهدت الجلسة انقساما في الآراء حول تأثير الجماعة علي المشهد السياسي المصري ما بين توقع تأثر العلاقات بين مصر والولايات المتحدة بصعود الإخوان وتوقع آخر بإمكانية أن يتحول حزب الجماعة المرتقب إلي مجرد كيان حزبي له نفس تأثير أحزاب أخري في الشرق الأوسط.
وحذر ناثان براون, مدير معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن الكونجرس, من افتراض وجود دوافع شريرة للجماعة، وقال إن هناك مخاوف مشروعة حول صعود الإخوان, ولكني لا اعتقد أن هناك أي سبب للذعر, ومن نواح كثيرة فإنها لا تمثل صداعا للولايات المتحدة ولا تمثل سرطانا أيضا.
وأشار إلي أن الجماعة قللت من حدة موقفها من معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية بعد الثورة, حيث تتحدث اليوم عن أن مثل تلك الخيارات ستترك لبرلمان منتخب. وقال الباحث الأمريكي، من أصل مصري ، طارق مسعود من جامعة هارفارد إن قدرة جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات السياسية المصرية علي مراجعة معاهدات مثل معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل محكومة بموقف المؤسسة العسكرية المصرية وتلك التيارات ليس لديها حرية حركة كاملة في اتخاد مواقف منفردة.
ضغوط أميركية

فيما وصف بالضغوط التي يمارسها الكونجرس الامريكي لاقصاء الاسلاميين عن الوصول الى الحكم في مصر، كشفت وثيقة من الكونجرس الأمريكي عن مساع لمنظمات اللوبي " الصهيوني " بالولايات المتحدة لحث الإدارة الأمريكية على الضغط على المجلس العسكري المصري لإثنائه عن تمرير قوانين انتخابية قد تسمح بوصول إسلامين للحكم في مصر، بعد الإطاحة بحكم الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير الماضي.
وتحث الوثيقة الإدارة الأمريكية على القيام " باتصالات سرية " بالمجلس العسكري الذي يمسك بزمام الأمور في مصر لتحريضه على تحجيم الحركات الإسلامية قبيل الانتخابات القادمة، وكذلك إمداده بما زعمت بأنها معلومات استخباراتية عن تمويل خارجي لجميع الحركات الإسلامية بما فيها جماعة "الإخوان المسلمين" والحركة السلفية و"الجماعة الإسلامية".

وبحسب وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك المستقلة في واشنطن، فإن هذه الوثيقة التي تتناول مستقبل مصر السياسي وتقدم بها روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لـ " معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى " تم إيداعها بسجلات الكونجرس بتاريخ 13 أبريل.
وقال ساتلوف إنه " يجب على الإدارة الأمريكية أن تنخرط بشكل سري في حث المجلس العسكري المصري للإعراب عن مخاوفها من اتخاذ المجلس العسكري قرارات فنية في صياغة عملية انتخابية قادمة قد تمهد دون قصد لأهداف جماعة الإخوان المسلمين السياسية".
مشاركة
شارك الموضوع ليراه أصدقائك :